شعراء رغم الإعاقة يبوحون بآلامهم وآمالهم

شعراء رغم الإعاقة يبوحون بآلامهم وآمالهم:
الإبداع بديل للانزواء ونافذة على الحياة

إعداد شيماء أشكناني
الشعراء أبناء الحياة النابضة، قلوبهم تتسع لآلام الناس، وقصائدهم تغوص في قلب المعاناة، فيفتحون نافذة للحب والخير والأمل للمعذبين، وبأناملهم يسطرون حروفا من نور يفتحون بها الأرواح المغلقة، وتزهر بأشعارهم ورود الأمنيات.. حقا أنتم الناس أيها الشعراء.
والشعراء المعاقون، رغم معاناتهم، حالمون الى أبعد الحدود، وطموحاتهم لا حد لها، وامنياتهم خارطة أمل ونبراس خير في الحياة.
عندما نكتب قصائد الشعر، ونعزف كلمات مفعمة بالاحاسيس والمشاعر على اوتار الحياة، نكون قد عبرنا عن حاجة بداخلنا وكلمات سكنت نفوسنا فقررنا ان نسمعها للعالم اجمع.
فكلمات الشعراء، على تنوع مصطلحاتها وأوزانها ومضمونها، نابعة جميعها من تجارب وأحاسيس مرت عليهم وقصص واقعية مست أحلامهم.
فلكل كلمة قصة، ولكل نبرة حزن دافع من ألم، لكن رغم قسوة الظروف فإن الازمات صنعت رجالا والابداع يقهر الاعاقة.
وهناك اشخاص من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة صنعت منهم الاعاقة شعراء كبارا كانت كلماتهم كالسيف امام ذلك الكرسي المتحرك، الذي حركوه بتعابيرهم وتحدوه بأشعارهم.
التقنيا مجموعة من الشعراء من ذوي الارادة ليحدثونا عن تجاربهم مع الشعر وابرز ما يعترض طريقهم من آلام.

فهد المويزري:
الإعاقة جعلتني مبدعاً

الشاعر فهد المويزري، قال، إنه بدأ في كتابة الشعر قبل تعرضه لحادث في عام 1998، الذي جعله على الكرسي المتحرك، وبعد الحادث توقف قليلاً عن الكتابة، ثم عاد إليها وبقوة، مؤكداً أن التجربة القاسية خلقت منه إنساناً مختلفاً تماماً.
وأضاف المويزري، أنه يحب كتابة الشعر، الذي يتحدث عن العزيمة والإرادة، والذي يساعد المعاقين على تحدي صعوبات الحياة، كذلك أشعار حب الوطن.
وأضاف، أن إلهامه الشعري يأتي نتيجة موقف أو حدث ما، إذ تتكون عنده الأفكار والأحاسيس، ويبدأ بترجمتها على الورقة، متمنياً أن يعمل كتاباً خاصاً يحمل أشعاره في القريب العاجل.
ولفت إلى أنه يحب كتابة الخواطر، لأنها تكون مفصلة أكثر، وفيها أحداث قريبة منه، وتكون ذكرى جميلة يعود إليها بين فترة وأخرى.
وزاد، إن الإعاقة زادته إرادة، وخلقت لديه نوعاً من التحدي والتفوق.

علي الأمير:
حب الوطن يلهمني القصائد

الشاعر على الامير (28 عاما)، قال إنه بدأ بكتابة الشعر منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، اذ اراد ان يثبت للعالم ان الاعاقة ليست نهاية العالم، بل هي باب كبير يدخل من خلاله الى عالم الابداع والتحدي.
وعن نوعية الاشعار، قال الامير:
احب كتابة الشعر النبطي والحر، فأنا أكتب في حب الوطن والهجر، وكذلك كتبت اشعارا كثيرة عن الأم، مؤكدا ان اشعاره تحمل مضمونا ونصائح للمستمعين تكونت نتيجة تجارب الحياة التي مر بها.
واضاف الامير، ان الشاعر المعاق في الكويت لم يأخذ حقه اعلاميا نهائيا، فهو حتى الآن يبحث عن احد يتبنى موهبته، فلا توجد مشاركات إعلامية كثيرة لهم، ولا توجه لهم اي دعوات رغم الطاقات الكبيرة التي يملكونها.
واوضح انه شارك في عدة امسيات شعرية خاصة بقناة «العطاء» المخصصة للمعاقين، كذلك شارك في امسيات في جامعة الخليج، والتي كانت برعاية ام المعاقين الشيخة شيخة الصباح.
ولولا جريدة «الامل» الالكترونية لما عرف الناس من هو علي الأمير، لانها الجريدة الاعلامية الوحيدة التي تنظم لهم امسيات شعرية.
كما اكد الامير انه يستوحي كلماته الشعرية من تجارب الحياة التي مر بها، فهو يعتز كثيرا باشعاره عن والدته لما لها من اثر كبير في حياته.
وفي الختام تمنى المشاركة في المسابقات الشعرية التي تحدث على مستوى العالم العربي، حيث طموحاته كبيرة، ولكنه ينتظر الفرصة المناسبة والتشجيع والتبني من المهتمين والمسؤولين.

عبدالكريم العنزي:
أدافع عن حقوق المعاقين بالأشعار

سفير المعاقين وصاحب الإحساس المرهف الشاعر عبدالكريم العنزي قال انه يهوى الشعر بكل انواعه وله علاقة خاصة مع الشعر باللغة العامية، فهو يحب أن يطرح أفكاره عن حقوق المعاقين في كتاباته، كذلك تنوعت كلماته بين غزل الأم، وحب الوطن وغيرها من الأمور.
واكد العنزي انه يحاول توصيل رسالة من خلال أشعاره خاصة عن مطالب المعاقين وحقوقهم، كذلك الحال بالنسبة الى قضايا المسنين والمشاكل العامة في البلاد، لأن الكلمة لها واقع كبير على المجتمع ويتأثرون بها.
كما بين العنزي ان لكل شاعر مصدر إلهام خاصا، وطريقة مختلفة يكتب ويفكر بها في أبياته وعن نفسه، وأكد أنه له اجواء مميزة يرتوي كلماته منها مثل تجارب شخصية أو همومه ومشاكل الآخرين.
كذلك، قال عبدالكريم ان على المجتمع عدم الفصل بين الشاعر السليم والشاعر المعاق، فجميعنا شعراء وتجمعنا الكلمة المعبرة، والشعر الجيد هو الذي سيفرض نفسه في النهاية.
وبين ان الاعاقة في معظم الأحيان تكون دافعا قويا للتميز والنجاح، فمن الخطأ حبس المعاق داخل أسوار المنزل وكبت مواهبه، فلله الحمد المجتمع اصبح لديه وعي وتفتح وبدأ يعامل المعاق كما السليم ويتقبله بكل صوره، لأن الواقع فرض الحق وبين ان المعاق لديه الكثير ولا يختلف نهائياً عن الشخص السليم.
وفق العنزي فإن قصيدة الأم هي اقرب قصيدة لقلبه، فقد كتبها لوالدته كذلك كتب قصيدة عن ام رمت بطفلها المعاق للملجأ، وكان لها تأثير كبير في مجموعة من الناس، حيث اتصلت به احدى الامهات واكدت انها اخرجت طفلها من دور الرعاية.
وعن رغبته في المشاركة ببرامج المسابقات الشعرية قال العنزي: في الواقع أنا لا ابحث عن هذه النوعية من البرامج ولا احب المشاركة فيها، لأن الرسالة التي احملها لا تقبل المزايدات، فرسالتي من كلمات اكبر من المسابقات والفوز، فلله الحمد لدى الكثير من الجوائز التي افخر بها، وهي من مراكز الصم والداون للأطفال الذين اختاروا قصيدتين من قصائدي، وقالوا لي انها احتلت المراكز الأولى، فالفوز الحقيقي بالنسبة الي هو علاج قضية ما ولا تعني لي المسميات والجوائز المادية.
ختاما قوله: أنا لا أقلل من شأن المسابقات الشعرية، لكن منذ البداية وقبل الدخول في عالم الشعر وضعت لي هدفا خاصا أعمل من أجله.

أصغر شاعر

الشاعر الصغير ابن الـ 11 سنة، عادل العبوة، أكد أنه ما زال في بداية مسيرته الشعرية، وأنه تعلم كثيراً من الشعراء، ويستمع إليهم باستمرار، لكي يعرف كيف يوزن الأبيات، مؤكداً أن الإعاقة لم تمنعه أبداً من أن يخجل من شيء، وزادته إرادة وصلابة في الحياة.
العبوة يصنف على أنه أصغر شاعر في البلاد ضمن فئات المعاقين، ويحلم أن يصبح مثل شعراء العربية الكبار.
فهد المويزري
فهد المويزري

علي الأمير
علي الأمير
عبدالكريم العنزي
عبدالكريم العنزي[i]